من المقابلات القرآنية البليغة أن القميص حاضر في ثلاث محطات أيضا في القصة وذكر فيها 6 مرات..فقد أدى القميص في المحطة الأولى دور طمأنة للوالد المفجوع في ابنه الصغير العزيز''وجاؤوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ''فكأن القميص يطمئن يعقوب عليه السلام ويخبره أن ابنه حي .
أما في المحطة الثانية فيكون القميص عامل تبرئة ليوسف من تهمة التحرش بامرأة العزيز''وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم '',فالقميص هو الدليل المادي الحاسم على براءة الفتى المتهم.
وفي المحطة الثالثة يحمل القميص البشري للوالد المكلوم بأن ابنه ليس حيا فحسب بل هو على وشك لقائه وهنا يعود إليه ولده وبصره''اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين ,ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون''
لعل مسألة القميص_وهو شيء مادي_ تشير إلى أن الله تعالى يؤيد عباده المخلصين بما يشاء من جنده''وما يعلم جنود ربك إلا هو'' ,حتى إذا تنكر لهم الأقربون وادلهمت الخطوب جاء المدد من خلال الجماد فيكون في الخدمة بأمر ربه,يحمل رسائل غير لفظية وينجي من المكايد ويبرئ من الأمراض البدنية التي تسببها أسقام النفس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للرد على اسئلتكم واستفسارتكم