أنواع‌ الذِّكر - علوم الاخيار

اخر المواضيع

Home Top Ad

Post Top Ad

Responsive Ads Here

الثلاثاء، 3 يوليو 2018

أنواع‌ الذِّكر


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته





أنواع‌ الذِّكر

الذكر علی‌ سبعة‌ أقسام‌: القالبي‌ّ، النفسي‌ّ، القلبي‌ّ، السرّي‌ّ، الروحي‌ّ، العيوني‌ّ، وغيب‌ الغيوب‌
.
وبيان‌ ذلك‌ كالتإلی: أنّ مداومة‌ الذاكر علی‌ ذكر اللسان‌ في‌ بداية‌ الاءنابة‌، التي‌ لم‌ يَسْرِ الذكر خلالها إلی باطنه‌، ولم‌ يتخطّ سيره‌ في‌ السلوك‌ المحسوسات‌ الجزئيّة‌، يُدعي‌ بالذكر القالبي‌ّ


.
فإن‌ حصل‌ له‌ تبديل‌ بعض‌ الاخلاق‌ الذميمة‌ إثر التكرار والمواظبة‌، فصار يُدرك‌ أثر الذكر في‌ نفسه‌، ويسرّ بتعقّل‌ معني‌ الذكر، دُعي‌ ذِكره‌ حينذاك‌ بالذكر النفسي‌ّ


.
فإن‌ بلغ‌ سيره‌ نهاية‌ عالَم‌ العنصر، وصار لنفسه‌ صفاء في‌ الجملة‌ بسبب‌ تبديل‌ بعض‌ الصفات‌ الذميمة‌، وخمد غبار كدورات‌ الصفات‌ النفسانيّة‌ والبشريّة‌، أثّرت‌ فيه‌ حلاوة‌الذِّكر وغلب‌ عليه‌ الشوق‌ المذكور، فصار ذاكراً دونما تحريك‌ لسان‌، وغدا يسمع‌ أحياناً إنشاد ذكر القلب‌ كصوت‌ قمريّة‌ أو شدو طائر، دُعي‌ ذِكره‌ آنذاك‌ بالذكر القلبي‌ّ


.
وسيبلغ‌ سيره‌ في‌ هذه‌ المرحلة‌ إلی بداية‌ الافلاك‌. فإن‌ زاد صفاء قلبه‌، تصرّف‌ فيه‌ إثر نورانيّة‌ الذكر القلبي‌ّ، وفرغ‌ سرّه‌ من‌ الالتفات‌ إلی الغير في‌ الجملة‌، فدُعي‌ ذكره‌ بالذكر السرّي‌ّ


.
وقد يحصل‌ أحياناً إثر تحريك‌ القلب‌ في‌ هذا الذكر، أن‌ يُسمع‌ صوت‌ أشبه‌ برنّة‌ إلقاء أُسطوانة‌ صغيرة‌ في‌ طاس‌ نُحاسي‌ّ. ويصل‌ سير السالك‌ في‌ هذه‌ المرحلة‌ إلی أواسط‌ عالم‌ الافلاك‌. فإذا تطهّر سرّ السالك‌ تماماً من‌ التشتّت‌ بالآراء الفاسدة‌ والعقائد المشوّشة‌، ولم‌ يبقَ للقلب‌ التفات‌ إلی غير المذكور، عبر من‌ نهاية‌ مراتب‌ الافلاك‌ وبلغ‌ أوائل‌ عالم‌ الجبروت‌ وصار له‌ حُكم‌ الروح‌، ويُدعي‌ ذلك‌ بالذكر الخفي‌ّ


.
ويحصل‌ أحياناً همهمة‌ في‌ الباطن‌ بواسطة‌ غلبة‌ توجّه‌ الذاكر، ويُدرَك‌ صوت‌ كصوت‌ ذبابة‌ تحطّ علی‌ خيط‌ حريري‌ّ. فإن‌ انتفت‌ واستترت‌ مراتـب‌ الوجـود المسـتعار كلّيّاً في‌ جذبات‌ نـور الانـوار، وتحقّق‌ بمقام‌ الفناء عن‌ نفسه‌ وعن‌ ما سوي‌ الله‌، ارتقي‌ سيره‌ إلی السير في‌ عالم‌ اللاهوت‌. فلم‌ يبقَ وجود للذكر ولا للذاكر في‌ جنب‌ التجلّي‌ المذكور، فصار يذكر ذِكره‌ لنفسه‌، ولم‌ يبقَ من‌ «الانا» إلاّ الاسم‌، ومن‌ الذكر والذاكر إلاّ تبادل‌ الاوهام‌، دُعي‌ غيب‌ الغيوب‌


.
 
ـ باعتبار أنّ الذكر الجمعي‌ّ هو فقط‌ جمع‌ الذكر في‌ القلب‌، وأنّ البسطي‌ّ يتكفّل‌ بسرايته‌ من‌ القلب‌ إلی الخارج‌ وبإجراء التوحيد في‌ سائر المظاهر، لذا تقدّم‌ الجمعي‌ّ علی‌ البسطي‌ّ، لانّ غيوريّته‌ منحصرة‌ في‌ القلب‌، والبسطي‌ّ راجعة‌ إلی القلب‌ وغيره‌


.
أوضحنا سابقاً أقسام‌ الوِرد، ونُذكِّر هنا بأنّ المراد بالذِّكر القالبي‌ّ هو جريـان‌ الذِّكـر علی‌ اللسـان‌ أو علی‌ القلـب‌ فقـط‌، دون‌ التوجّـه‌ إلی معناه‌


.
والمراد بالذِّكر النفسي‌ّ هو جريان‌ الذِّكر علی‌ اللسان‌ أو القلب‌ مضافاً إلی توجّه‌ الذاكر إلی المعني‌


.
والمراد بالذِّكر الخيإلی هو الذِّكر اللفظي‌ّ


.
والمراد بالذِّكر الخفي‌ّ هو أن‌ لا يورد الذاكر الذِّكر علی‌ لسانه‌، بل‌ يُمرّه‌ علی‌ قلبه‌ فقط‌، فيكون‌ قلبه‌ هو الذاكر


.
ففي‌ ذكر «الله‌» مثلاً، إذا ما أجراه‌ في‌ قلبه‌، كان‌ الذكر الخفي‌ّ، وإذا توجّه‌ إلی لفظ‌ «الله‌» في‌ القلب‌ دونما مروره‌، فهو الذكر السرّي‌ّ


.
والمراد بالذكر الذاتي‌ّ، الذكر الذي‌ يكون‌ الذاكر خلاله‌ ملتفتاً إلی ربّ العزّة‌ بدون‌ تعيّن‌ اسم‌ خاصّ، بل‌ مجرّداً عن‌ جميع‌ الآثار واللوابس‌، ومجرّداً عن‌ كلّ اسم‌ وصفة‌، وعن‌ كلّ قيد وتعيّن‌

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للرد على اسئلتكم واستفسارتكم

Post Bottom Ad

الصفحات