معانى عرفانية واحوال صوفية
نبدأ على بركة الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم وبه جل شأنه نستعين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
ياقديم الأحسان بأحسانك القديم ادخلنا فى احسانك القديم اللهم امين
ذوى القلوب
اهل هذا المقام اهل ترقى فى المقامات العرفانية كَمّل الله عقولهم حتى استدلوا بآيات الله وتفكروا فى الآيات والافعال والتصرفات الآلهية فى مظاهر الآفاق والأنفس وحتى الخطرات
فاتصلوا بمعرفة اسماء الحق وصفاته بالمعاينة تارة وبالفيض الآقدس تارة لأن الأفعال آثار الصفات والصفات والأسماء مصادر الأفعال فيبصرون العلم والقدرة والحكمة بعيون العقل التى صفّاها الله لهم من شائبة الهوى ونزوات النفس بالمجاهدة الصادقة من ذوى القلوب فيجدون سمعه وبصره وكلام الحق فى عين انفسهم وقلوبهم
وذوى القلوب اهل البرهان الصادق فبنور تجلى القدس على قلوبهم ينمحق كل اثر للجهل لانهم بنور الحق الآقدس يبصرون لا عن هوى النفس ينظرون فافهم ! فالنفس الناطقة تزكى بنور القلب وتنصاع بالمجاهدة والعقل المتخلق باخلاق الله بالتحقق والتفكر فظهور المغايرة فى حق ذوى القلوب محال الا ان كان قدرا مقدورا من الحق جل وعلا بالاختبار على احد منهم
اعلم ن الأجساد تنمو بنماء الأقوات
كذلك الاحوال تنمو تصفو بصفاء الأوقات فقوت جسدك ما عودته من الطيبات
وقوت روحك ما ربيته من اقوات الطاعات فى اوقات الخلوات والجلوات وكلما صفت اوقاتك لأحوالك ارتقت وصفت روحك واظهرت ما فيها من جوهر المعانى
فأن كانت عين نظرتك منطمسة ومنابع فكرك مندمسة ومعالم علومك مندرسة وأعلام عزيمتك منتكسة وخيول همتك عن اللحاق بالقوم محتبسة
فما بالك والتطلع إلى منازل قوم عيون قلوبهم بالحكم منبجسة وسرائرهم لأنوار معارفهم من جذوة الغيب مقتبسة
فلا تدّع ماليس فيك ولا تتمنع بغّيك بما ليس فيك فحسبه ما يعلمه الله فيك ويكفيك !!
ايها الغائب عن حضرة الحبايب لو طلبت ما طلبوا لوجدت ما وجدوا
وان وردت ما وردوا لشهدت ما شهدوا
فالباب مفتوح للطلاب ليكونوا من الاحباب
لا حاجب عليه ولا بواب وانما المحجوب من حجبه السبب ووقف مع الاسباب وعلى قدر الخطاب يرد الجواب
فالمشروب حاضر والمحروم من حرم نفسه
والمحبوب ناظر والمطرود من وقف من وراء الحجاب فمن أنس بمن سواه فهو منه مستوحش ومن ذكر غيره فهو عن الله غافل - يتبع ان شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للرد على اسئلتكم واستفسارتكم